
في هذا الظرف الحرج الذي تمر به بلادنا وأقول للأسف أن الكاتب لم يكن من المؤرخين ولا من الذين اشتغلوا بالتأليف ولكنّه حشر أنفه في موضوع خطير ومثير للدهشة فضلا عن أنه قدم معلومات مغلوطة ملتبسة بها
بعض الحقائق التاريخية التي وقعت بالفعل وهذا الذي يجب أن يعرفه القارئ الإرتري حتى يكون على بينة من موضوع تأريخه ومن مكونات شعبه الاجتماعية والثقافية والفكرية . وفي الواقع إن الترابط الاجتماعي في الواقع الإرتري بعيدا كل البعد عن دواليب السياسات البرجماتية والمصالح الأنانية ولكن الفيلسوف الحزبي المدعو سعيد وتابعه على منواله صاحب الحقيبة المشبوهة ( ود حمدان) فشوهوا تاريخ ثورة تجرع الشعب الإرتري كله مأساتها ولا أقول كما قالوا : إن تاريخ الفئات الاجتماعية الكبيرة محسوم أمره بواقع الحال لأن الجميع يعلم أن فلان ينتسب إلى قبيلة معينة وأن علان هو على رأس الهرم التنظيمي ومن هنا وجهت إليه الضربة الفاصلة ليكون الفيصل الأخير بين من يمتلكون حقائق التاريخ ومن يدعون أنهم يمتلكون السلطة والقرار التنفيذي لضرب أي قوة مهما كان حجمها الاجتماعي والسياسي. ولكن قبل أن أشرع فيما كتبه هذا المدعو صاحب التردي أقدم للكتاب أولا وللإرتريين المثقفين ثانيا وللذين يبحثون عن معرفة الحقيقة ثالثا أقول لهم : يجب أن تعرفوا أن التاريخ ليس فلسفة أفراد ولكنه سير لحركة اجتماعية وثقافية وفكرية تتشكل من مجموعة عوامل وقد تعتريها في سيرها العديد من الإشكاليات وقد تحمل في طريقها مجموعة رواسب فكرية ربما يكون البعض منها مفيدا في تجربة المستقبل والبعض الآخر سلبيا. إذا ثبتت هذه المقدمة في ذهن القارئ فإنه يجب أن يعلم :أن الفلاسفة في التاريخ حكم عليهم بالآتي: سقراط قضي عليه بالموت وأفلاطون بيع في سوق العبيد وأر سطو هرب ونفد بجلده خوفا من عاقبة سقراط ولكنه قيل إنه ألقى بنفسه في البحر ، أما فيثاغورث فقد مات قتيلا وغيرهم من الفلاسفة كان مآلهم إلى المجهول وإن تركوا إرثا فلسفيا ولربما تكون الكثير من أفكارهم ساذجة بمفهومنا المعاصر. ولكن السؤال الكبير الذي يطرح نفسه ماهو مصير سعيد ومن على شاكلته من العابثين بمقدرات الشعب الإرتري الانتحارأم الهروب ؟ أم القفز إلى البحر الأحمر ؟ أم البيع في سوق النخاسة؟ أم مزبلة التاريخ التي تنتظرهم رغم أنوفهم وكبريائهم على التاريخ ؟؟ , وأنا أفضل لهم المآل الأخير لذلك أتتبع كل آثارهم وغيري يعرف عنهم أكثر مما أعرف ولكنه ينتظر كشف اللثام عن الوطن ليقول كل الحقيقة وما ثبت عنده دون خوف أو وجل ، متمثلا لقول أحد الحكماء : حجج تهافت كالزجاج تخالها حقا وكل كاسر مكسور وبعد هذا الاستطراد القليل في موضوع احسبه من أكثر الموضوعات تعقيدا في إرتريا وهو من يمتلك حقيقة التاريخ ؟ الجبهة الشعبية الحاكمة منذ مايو من عام 1991م أم جبهة التحرير الإرترية التي انطلقت في سيرها التاريخي من سبتمبر 1961م ؟ أم قوات التحرير الشعبية بفروعها المنبثقة عنها ؟ أم التنظيمات والتجمعات الإرترية بكل مسمياتها وظروفها التي نشأت فيها ؟ أم التجمعات الحديثة التي تشكلت بعد فتنة الحرب الدموية الأخيرة بين إثيوبيا وإرتريا ؟ أم قوى خارجية تراقب الواقع عن كثب ولها مصالحها الإستراتيجية تجمل من تشاء وتعزل من لا تريد وتؤرخ لمن تحب وتقصي كل من أرادت إقصاءه دون أي مبررات أو مسوغات ؟ هذه التساؤلات قد يجد لها كل كاتب إرتري زاوية معينة لينطلق منها في تدوين التاريخ الإرتري ولكن ما نحن فيه الآن هو المعضلة الكبرى والجريمة التي لا تغتفر بأي وجه من الوجوه كانت ، وهو كتاب الدفع والتردي الذي وضع التاريخ كله في كومة من البيانات وأسماء لشخصيات وكوادر فرضها الواقع نتيجة التطور التاريخي للإحداث التاريخية للثورة ، ومن هنا أقول تتمة لما سبق إن البيانات التي جمل بها كتابه ليس له الحق فيها وإن كان الاستدلال بها ممكنا تاريخيا فهي ليست ملك أبيه ولا ملك سيده أما إن أراد أن يكتبها في كتابه فعليه أن يستأذن الشعب الإرتري في كتابة التاريخ ونحن لم نسمع أحد دخل إلى بلد وكتب تاريخه دون أن يسأل أهل البلد هل يسمحوا لـه ويعطونه معلومات أم يرفضون أمّا إذا كتب كل ما يملك وما لا يملك نعتبره سارقا للحقائق ومزيفا فهذا لا يمتلك من الحقيقة إلاّ ما يمكنه أن يروج به لمرامه الزائفة.وهكذا كان اغلب ما ورد في كتاب سعيد وحتى لا يكون ما أقوله أنا جزافا لينظر معي القارئ الكتاب من صفحة 101-120 وهي معلومات حشاها في وسط كتابه حتى يعطيه المصداقية وهي عبارة عن مجموعة بيانات تتمثل في الآتي : 1 – بيان قيادة قوات التحرير الشعبية التابعة لجبهة التحرير الإرترية . 2 – بيان مؤتمر أدوبحا العسكري الصادر بتاريخ 25/8 / 1969م. 3 – جبهة التحرير الإرترية القيادة العامة في الميدان . ومن الغريب أن البيان الأول لم يورد فيه أي تاريخ وادعى أنه حقيقة ولو افترضنا أنه صدر من جهة مجهولة من الذي يتبنى لـه هذا البيان اليوم ونحن في وقت كتابة التاريخ وأي تاريخ ؟ تاريخ قريب منا جدا ولكن تقديري وتحليلي لهذا أو صلني إلى نتيجة مفادها : أن سعيد ربما الأرشيف خذله في هذا البيان . الواقعة الثانية البيان الثالث الذي نسبه إلى جبهة التحرير الإرترية لا يوجد به لا تاريخ ولا أختام وقد سماه سعيد صورة طبق الأصل من أين تحصل على هذا البيان؟؟ الإجابة مسلم بها من الأرشيف . ونحن نتساءل هذا أرشيف للجبهة الشعبية أم أرشيف لإرتريا كمجتمع ودولة لها تاريخ طويل من الحروب ولها العديد من الدماء التي سفكت ؟ إذا كان هذا الأرشيف لإرتريا الثورة والدولة فليكشف لنا الحقائق كما هي ليس كما يحلو لـه وإن كان أرشيف عصابة تتقلد مقاليد السلطة فلابد للإرتريين من مراجعته عندما ينتهي دور السرّاق . وأقول للقارئ حقيقة يجب أن يضعها نصب عينيه وينام ويستيقظ عليها وهي ليست إدعاء إنما يعرفها حتى عوام الناس الذين لا يقرءون ولا يكتبون وهي : أن أرشيف الجبهة الشعبية لا يوجد فيه أي مناضل شريف سقط في الساحة الإرترية من كل الفئات والتنظيمات إنما هو عبارة عن أرشيف لمجموعات بعينها وذاتها لها الحق بأن تسأل عن أبنائها أما من قتل ابنه خارج دائرة الشعبية فهذا لا حق لـه لا في الوطن ولا في المواطنة لابنه الشهيد. فهل هذا يمكن تسميته بأرشيف إرتريا الثورة والدولة ؟ العقلاء يقولون لا بد أن نرممه ونصلح ما وقع فيه من تجاوزات أما مجموعة البراميل الحقيقية فتقول :من مات خارج تنظيم الشعبية كان جاهل لا علاقة لـه بالنضال . وهنا تكون الحقيقة بين مد وجذر يتنازع فيها الأقوياء ويموت كمدا الأبرياء ، ولذا أقول للمثقف الإرتري يجب عليك أن لا تفرط في البحث عن الحقيقة إن كنت تبحث عن هموم الشعب الإرتري ولا بد من التجرد لإثبات الحقائق . أما محتويات البيانات فلست بصدد مناقشتها فهي تبقى للتاريخ ويحكم عليها الشعب الإرتري إذا تنفس من قبضة العصابة ، وأنا أكثر تفاؤلا بالرسائل التي وردت إلي وقد وجدت الحلقات التي نشرت من هذه الدراسة العديد من الكتاب والقراء الذين تفاعلوا معها وقدموا لي العديد من التوصيات والإرشادات القيمة وقد تبنى أغلبهم : إنّ هذه المرحلة التي كومها سعيد في مذكراته هي مرحلة مليئة بالبطولات ومليئة بالانتصارات وهي تجربة أربعين عاما وليست بدايتها ظهور الجبهة الشعبية والتحاق سعيد بالثورة ، فالتاريخ حلقة مترابطة تبدأ من نقطة ولا ينتهي إلاّ بزوال الكون ونحن تاريخنا الذي نتحدث عنه هو ما يمكن تسميته : بالتاريخ الإرتري الحديث وتعاقب المستعمرين على إرتريا في بداية النصف الثاني من القرن المنصرم ، وهذا التاريخ ليس مجرد بيانات تنقل في غير موضوعاتها ونقصى أصحابها عن الواقع أو ننسبها لهم ونحاكمهم دون مبررات . أما إذا انتقلنا إلى الفصل الثالث فالكتاب لا يستحق حتى أن نسميه كتابا أو مذكرات ولبيان هذا نفصل النقاط الواردة فيه وآمل من القارئ أن يدقق فيما ورد فيه ليحلل هو الآخر ولا يسلم بمجرد تحليل شخص يتصدى للدفاع عن الفترة التاريخية للثورة الإرترية ، وأنا لا أدعي كما ادعى سعيد امتلاك كل الحقائق ولكني أكشف اللثام عما ورد في كتاب الدفع والتردي للأجيال المقبلة والتي سيكون لها مستقبل أفضل من مستقبلنا نحن لأنها تقرأ وتكتب وتفند قضياها وفق واقعها الاجتماعي والسياسي دون أن تنزلق في ترهات (ودحمدان) ودعايات (سعيدان ). ودون استطراد نطرح أهم القضايا الواردة في الفصل الثالث الذي يبدأ من صفحة 121- 210. وكعادته الفصل لا عنوان لـه ولكنه عبارة عن نقاط أربعة هي : ظهور وتغلغل الاتجاه التصفوي في الثورة الإرترية وهذه النقطة تبدأ من صفحة 121-124. 1- تبني قرار الحرب الأهلية بشكل رسمي . ص124-127. الحرب الأهلية وانعكاساتها السلبية على حركة الثورة الإرترية 128-129. كل البنادق والطاقات نحو العدو… شعار قوات التحرير الشعبية الإرترية . واكتمل ما سماه فصلا للكتاب في تسع صفحات ولم يجد بعدها ما يكتبه أو يقوله فعاد مرة أخرى إلى موضوع البيانات كي يكمل بها الصفحات فمن صفحة 139-210 بيانات لا علاقة لها بفكر الكاتب فهل هذا كتاب ؟ أنا لا أجيب عن هذا السؤال ولكن أتركه للقارئ الإرتري والمثقفين منهم يعلمون أن الكتاب ليس هو نقل كل ما تراه أمامك لتبيع في السوق ولكن عبارة عن فكر ومساهمة تنويرية للمجتمع بقضايا تاريخية وثقافية وفكرية ، وغيرها. ولكن عندما يكون عقل الكاتب منصبا على واقع بذاته ومتخصص في إقصاء كتل اجتماعية بعينها فهذا لا نسميه إلاّ عملا عدائيا على الشعب قبل الفئات التي أراد سعيد إقصاءها من واقع النضال وحتى لا يكون الحديث مجرد عن الحقائق لا بد من الاستدلال بما ورد في كتاب سعيد . أولاً : في النقطة الأولى التي قال عنها تغلغل الاتجاه التصفوي ركز في شخصية بعينها وهو المناضل عبد الله إدريس وحمله مسؤولية الحرب الأهلية المتخيلة عنده لأنه لم يتحدث في هذه النقطة عن أي نوع من الصدام وقع بين جبهة التحرير الإرترية وبين أي فصيل آخر ولكنه مجرد افتراء وخيال يقول سعيد 🙁 في يونيو من عام 1970م عقد اجتماع غير معلن بصفة رسمية ضم بعض أعضاء القيادة العامة وعلى رأسهم عبد الله إدريس … بهدف مناقشة مسألة قوات التحرير الشعبية . في هذا الاجتماع اتخذ بصفة غير علنية قرار بتصفية قوات التحرير الشعبية جسديا وأوكل عبد الله إدريس المسؤول العسكري وعثمان إزاز المسؤول المالي …بتنفيذ قرار التصفية هذا) ص 122 ثم ذكر قصة خيالية مفبركة لمنطقة سموتي. وقال 🙁 وضع عبد الله إدريس خطة لمهاجمة القوات الشعبية إلاّ أنه ومن أجل قفل الطريق أمام أي تسائل يمكن أن يتبادر أمام مقاتلي جبهة التحرير الإرترية أثناء المواجهة أقر تشكيل لجنة من ثلاثة أشخاص للقاء بالشعبية إلاّ أنه لم يوفق ) ص122 ثم ذكر لنا سعيد اجتماع في منطقة دبت بتاريخ 15/11/1970م فقال : ( جمع بعض القيادات وبعض الكوادر لشرح أهمية تنفيذ محاولة تصفية الشعبية … وطرح الموضوع للمجتمعيين فأيد عشرون منهم قرار تصفية الشعبية وعارض سبعة أشخاص ) ص 122. ثم بعد هذه المقدمات الثلاثة اعترف المدعو سعيد بعدم وقوع الحرب الأهلية في هذه الفترة فقال: ( ونتيجة لرفض أسلوب التصفية وسط مقاتلي جبهة التحرير الإرترية لم يتمكن عبد الله إدريس من تنفيذ ما أوكل إليه … وبعد فشل محاولة عبد الله إدريس المذكورة في منطقة سموتي وزولا …انقسمت مراكز القوى في القيادة العامة على نفسها .) ص:124 هذا اقرر من الكاتب الكاذب الذي تخيل قيام حرب أهلية دون مبررات أو مسوغات وتخيل لها شخصيتها القيادية ولكي تكون مناسبة ويتقبلها السذج أقحم في قيادتها المناضل عبد الله إدريس والشهيد إزاز وربما لو ذكر نفسه وقال الأمين محمد سعيد كان من المصلحين أو المحاربين لما صدقه أحد لأن الأمين سعيد ليس رجل حرب ولا سياسة بقدر ما هو متسول بدسائس وفتن بين الناس لابثا الوان عديدة من الثياب وهذا ما أبقاه إلى الآن على كرسي الحزب. ثانياً: لكن لوعدنا إلى ما ذكره في الفقرات السابقة بالتحليل نقول إن الحرب لم تقع ولكنها كانت في مخيلة الكاتب الكاذب وعندما وجد نفسه مفضوحا نطق بالحقيقة فقال تفاداها لكي لا يُساءل ثم قال لنا لجأ إلى التفاوض ولكنه فشل فيه ، ولكن للعاقل أن يتساءل كيف يخطط شخص لحرب ويضع لها خطة محكمة ويتراجع عنها في لحظة التنفيذ ويلجئ إلى التفاوض ثم يفشل فيه ؟ وبعده أيضا أي بعد فشل التفاوض لم تقع الحرب هل يعقل هذا عن العقلاء ؟ سؤال يجيب عنه التاريخ ويجيب عنه العقلاء والمناضل عبد الله إدريس مازال على قمة الهرم لجبهة التحرير الإرترية ولو كان دمويا كما صوره سعيد لما قبل به أي شخص هذا أولا ، وثانيا ما سماه تغلغل الاتجاه التصفوي وهو يقصد بالطبع المناضل عبد الله إدريس نقول للتاريخ وليس دفاعا عن عبد الله إدريس حتى لا يتوهم الواهمون أننا نكتب من أجل شخصية معينة ولها اعتباراتها في التاريخ ولها ثقلها الاجتماعي ودورها السياسي والتاريخي في مرحلة النضال .أو نكتب من أجل مطامع شخصية كما فعل سعيد أو (ود حمدان) الذي اشتهر بصحيفة ذاع صيتها ثم أفل نجمها في لحظة سراب عندما أفلس وبعدها جرى ليعلن توبته الأخيرة أمام أفورقي وكتب مقال للطعن في شخص عبد الله إدريس ظنا منه أن الأيام سترحمه أو الأجيال ستغفر لـه نحن لسنا من هذا الصنف ولكن نعطي الحقوق لمن يستحقونها حتى الرئيس أفورقي في تجربتنا التاريخية يعرف كيف كنا نتعامل معه وإلى تاريخنا الحالي لو أنصفنا ووضع الأمور على نصابها لأنصفناه ولكن مع الظلم لن ننحي أبدا وهذا يعرفه أفورقي كما تعرفه الكلاب المسعورة التي تنبح باسم الحكومة وهي لا تملك من الحكم شيء . ثالثًا: أما المناضل عبد الله نقول لمن لا يعرفون تاريخه النضالي إنّه من الذين التقوا بحامد إدريس عواتي قائد المسيرة النضالية كلها وهذا فيما أتصور يكفيه شرفا وإن لم تعرفه أنت يا سعيد أو (ود حمدان) الذي باع نفسه بمقالات تنبع من كرهه الذاتي لشرفاء الوطن من المناضلين ويكفي أن نقول : إن إرتريا تشهد لـه ببسمات عديدة سواء على مستوى الحرب البطولية مع العدو الإثيوبي الذي كان جاثما على صدورنا أو على مستوى العلاقات الخارجية ولا نريد أن نعرفك بعبد الله إدريس وتاريخه النضالي ولكن لكي تعرف الأجيال تاريخ مناضليها فحسب وهنا لا بد لي أن أحيي موقع عونا الذي بدأ ينشر سيرة حياة لكل الأبطال دون استثناء أما المناضل إزاز فتعرفه إرتريا قبل أن تعرف المجموعات المنفعية إرتريا نفسها وكون الكاتب يضعه في تحمل مسؤولية الحرب الوهمية فهو أكثر من افتراء والإرتريون في كل بقاع العالم أينما تواجدوا يجب أن يعرفوا حقيقة سعيد حتى يعرفوا كيف افترى على تاريخهم وحاول تشويه فترة النضال المرير ليقول لهم نحن من صنع هذا الذي ترون من الحرية وأي حرية :حرية السجون والمعتقلات والهروب المستمر على مستوى أعلى القيادات في البلد . رابعا: وإذا ما عدنا إلى الفقرة الثانية من الفصل إذا جاز لنا أن نطلق عليه فصلا لكتاب تحدث عن مسألة : تبني قرار الحرب الأهلية بشكل رسمي . ص124-127. وهنا أخفق بشكل لا يتصوره إنسان يمتلك أدنى دراية بالثورة الإرترية وتطلعاتها وذكر لنا كلاما نذكره كما هو ليكون شهادة للتاريخ إما لنا أو علينا وأنا أقولها لكل إرتري غيور على وطنه لا ننفي وقوع أحداث تاريخية عديدة في الساحة الإرترية بين المقاتلين ولكن لا أهول أمرها من أجل مصلحة ضيقة فالوطن أو سع من صدر سعيد الذي ضاق به الأمر ومن ثم لجأ إلى القول : ( عقد مؤتمر عرف فيما بعد بمؤتمر معسكر عواتي والذي عقد في الفترة من 26 فبراير إلى 13 مارس أصدر من خلاله قرارين هامين وهما : تكوين لجنة اتصال لتحقيق لقاء ديمقراطي مع قوات التحرير الشعبية . تقرير الدعوة لمؤتمر وطني عام وتشكيل لجنة لاستكمال إجراءات التنفيذ .) ص124-125. وهنا نطق بالحقيقة دون أن يدري وهي دعوة النداء الديمقراطي التي تعتبر من أهم قضايانا ومن أولويات تفكيرنا في مسألة الحكم في إرتريا هل يعلم سعيد أن هذا الكلام قرأه أفورقي ؟ الإجابة متروكة لهما. ثم استل من قرارات المؤتمر وبنوده نقاط أخرى كان يظن أنها تصب في مصلحته ولكنها كانت عكس توقعاته وتبريراته في قضية تبني قرار الحرب بشكل رسمي نشير إلى نقطة واحد فقط حتى إذا إشتم منها أي قارئ إعلان حرب فالتكن على الجبهة وإن كانت عكس ذلك فقد كذب الكاتب وادعى بوعي أو بدون وعي إعلان قرار الحرب ، وهي : توجيه دعوة صادقة إلى جنود قوات التحرير الشعبية والجماهير التي تلتف حول نفس الخط للالتزام بالبرامج والقرارات التي تصدر عن المؤتمر الوطني الأول باعتبار أنها تمثل الصيغة الصحيحة للوحة الوطنية . ص125. هل في هذا إعلان للحرب ؟ من يقدم رؤيته ويقول للناس أوجه لكم دعوة صادقة لتلتحقوا بنا ونكون صفا واحدا من أجل شعبكم ومسيرتكم النضالية يكون أعلن حرب نترك الحكم للقارئ في هذا إن رأى فيها إعلان حرب أو وجد فيها صيغة مقاربة لإعلان حرب يبدي فيها رأيه دون تحفظ لأنّ المسألة تتعلق بقضية تاريخ إرتريا في فترة زمنية كما أسلفت معقدة وخفاياها لم تتناولها الأقلام ونحن أيضا لا نريد أن نلوح بكل أوراقنا ولكن عندنا من الوثائق والمعلومات ما نبرر به مواقفنا ولكن ليس أوانها وموضوعنا هو كتاب الدفع والتردي. أما الفقرة الأخيرة التي تعتبر من الأهمية بمكان فقد أولها التباكي حتى يصدقه العوام من الناس وهي : مسألة الحرب الأهلية وانعكاساتها السلبية على حركة الثورة الإرترية 128-129. بدأ يقول : نفس الكلمات المأثورة عنه النزاعات القبلية والإقليمية والطائفية لتحقيق مطامحهم الشخصية وهذا الكلام رددنا عليه في حلقات سابقة ولا نريد أن نكرر حتى لايمل القارئ من الكتابة ولو حذفنا من الكتاب هذه المفردات لضاع الباقي في وسط البيانات . نأتي إلى فقرة البيانات وهي احتلت من هذا الفصل 80 صفحة ولكن ما يلفت النظر في البيانات إحصاء المعارك التي حدثت بين أبناء الوطن الواحد وهو جريح في قلبه بدنس المستعمر الأثيوبي البغيض ، وقد بلغت إحصائيات الحرب الأهلية التي اعتبرها سعيد هذه هي فحسب ولا يوجد غيرها من الحروب الأهلية عدد16 معركة . وهي في المناطق الآتية : بوري وعنسبة وماي أولي وفرسلي وعين وعين وقامجوا وطبح وألقينا وعيلا سعده وانجحاي وشبح وجبل قلايدوس وعايت ودمبوبايت وعايت الثانية . وقد بلغت الخسائر من الشعبية 42 قتيلا و 61 جريحا . ومن المجلس الثوري كما يحلو لسعيد 181 قتيلا 271 جريحا. انظر الكتاب ص 197. وأنا أقول أولا الحرب الأهلية التي وقعت في إرتريا ليست هذه فحسب ولكن وقعت العديد من المعارك الدامية التي خسر فيها الشعب الإرتري خيرة شبابه ولكن العيب في كوننا نكتب فقط ما يخصنا ويجعلنا نتفاخر وكأننا انتصرنا على عدو خارجي وسعيد عندما أورد هذه البيانات كان يتخيل أنه هزم الأعداء وكسر جناحهم وقتل منهم ما يمكن قتله وجرح هذا العدد الكبير إذن من الذي تعتبر جرائمه أكثر بهذا المعدل من قتل شخص أو شخصين أم من قتل ما يقارب المائتين الحكم متروك للشعب الإرتري وتاريخ الاغتيالات والغدر والخيانة عند سعيد والطغمة الحاكمة معروف ولا نذهب بعيدا عن الواقع نسأل فقط عن عدد القتلى في الحرب الدموية الأخيرة مع إثيوبيا كم بلغ ؟؟ لم تعرف الحقيقة حتى كتابة هذا المقال ولكن ما أعلنه النظام الرسمي بلغ 19 ألف قتيل وأما الجرحي حسب المصادر الأجنبية فقد بلغ أكثر من ألفين جريح من يتحمل مسؤولية هذه الدماء ؟؟؟ هذا ما سيجيب عنه التاريخ في يوم من الأيام ولن ترحم الشعوب من يعبث بدمائها والدماء لا تتحول إلى مياه راكدة ولكنها تبقى في ذاكرة الشعوب . وإلى اللقاء في الحلقة القادمة من الفصل الرابع الذي وضعه في نقاط وأولها الجبهة الشعبية لتحرير إرتريا والجهود التي بذلت لتحقيق وحدة الثورة .ص211 فهل هذا حقيقة أم وهم كاذب آخر سنجيب عليها في حينها. أبو همد حريراي