لايختلف اثنان في دور العلماء في الحياة فهم رواد اصلاح وبناة حضارة كما لايختلف اثنان في أن الأوطان لاتنهض ولاتتقدم دون حركة دؤوبة وعمل متواصل فعال ممن يمتلكون أدوات العلم والثقافة ليبثو الوعي والفكر المستنير بين شباب الوطن وأبنائه
كما جاء ذلك في تقرير منظمة بيت الحرية( فريدوم هاوس ) لهذ1 العام 2006م مع العلم بأن انتهاكات حقوق الإنسان الإرتري قد بدأت بظهور نظام أفورقي وتربعه على السلطة في البلاد قبل خمسة عشر عاماً لا سيما اضطهاده وهضمه لحقوق المسلمين بالذات استلاباً لثقافتهم وهويتهم الاسلامية ومصادرة لأراضيهم وسجناً واغتيالات لرموزهم السياسية والدينية إلا آن كل ذلك لم يحرك من قبل المنظمات الحقوقية في الغرب للتنديد بهذه الممارسات القمعية بالصورة التي حدثت مؤخراً لفضح هذا النظام وكسرالتعتيم الإعلامي المضروب على محنة الشعب الإرتري في ظل هذا النظام بما في ذلك تقارير الخارجية الأمريكية السنوية عن حقوق الإنسان في العالم وكذا معظم تقارير حقوق الإنسان الدولية التي تناولت نظام أفورقي بالنقد في انتهاكه لحقوق الإنسان الإرتري فبالرغم من هذه الصحوة المتأخرة بعد أن وصلت مأساة الشعب الإرتري من إرهاب الدولة إلى جحيم لا يطاق فتجرع الشعب الإرتري كل أصناف الخوف والرعب والتشرد حتى أصبحت إرتريا اليوم دولة طاردة لشعبها على جميع المستويات نجدأن هذه التقارير الدولية قد أكسبت أطروحات المعارضة الإرترية و تقارير منظمات المجتمع المدني فيها لمزيد من المصداقية وتعرية النظام أمام الرأي العالمي في الآونة الأخيرة بيد أنه يلاحظ في تلك التقارير الدولية من جهة أخرى عدم الدقة في رصد الانتهاكات بل التحيز الواضح أحياناً و عدم الموضوعية والمصداقية فيما يتعلق بانتهاكات حقوق المسلمين في إرتريا سواء كان ذلك بالإغفال عن ذكرها او التقليل من حجمها ووقوعها مع أن المسلمين هم الذين وقع عليهم الضرر الأكبر ونالهم نصيب الأسد من ظلم هذا النظام الدكتاتوري فعلى سبيل المثال إذا أخذنا تقرير منظمة العفو الدولية لعام 2006م بشأن الاضطهاد الديني في إرتريا يذكر التقرير ما يلي : وبحلول عام 2005م كان لا يزال رهن الاحتجاز ما لا يقل عن ( 26 ) قسا وكاهناً وما يزيد عن ( 1750) من اتباع الكنائس وبينهم اطفال ونساء بالإضافة إلى عشرات المسلمين وذلك بسبب معتقداتهم الدينية ) كما يذكر تقرير منظمة بيت الحرية (فريدوم هاوس) لهذا العام في ذات الصدد ( إن الاضطهاد الديني للأقليات المسيحية قد تصاعد في السنوات الأخيرة خاصة ضد الجهوفا ويضيف التقرير على أن المسلمن أيضاً يتعرضون لذات الاضطهاد موضحاً أن بعضا منهم يقبع في سجون انفرادية وسرية لسنوات بتهمة علاقتهم بجماعة سلامية مسلحة معارضة ) ولعل المتابع لمحنة المسلمين في إرتريا وما يلاقونه من استهداف طائفي واضح من نظام أفورقي يصاب بالدهشة والاستغراب من عدم مصداقية هذه التقارير الدولية وانحيازها ضد حقوق المسلمين في إرتريا والأ كيف ومن يصدق أن المسملين المعتقلين في سجون أفورقي هم عشرات كما زعم تقرير منظمة العفو الدولية أو أن من يقبعون في سجون انفرادية من المسلمين لسنوات بسبب علاقتهم بجماعة اسلامية معارضة كما ذهب إليه تقرير فريدون هاوس ) كل ذلك مخالف ومتناقض مع الواقع إذ أن المسجونين والمختطفين من المسلمين منذ التسعينات يفوقون الالاف لا العشرات وليس بسبب الانتماء لجماعة اسلامية مسلحة معارضة حسب قول التقرير وإنما هو تعسف النظام الدكتاتوري واصراره على محاربة المسلمين وإذلالهم وتغييب دورهم في بناء إرتريا بعد الاستقلال لتكون السيادة لمشروع التجرنة بلا منافس وهو توجه طائفي بغيض يهدد التعايش السلمي في إرتريا وقد حذر من مغبة هذا التوجه الطائفي بعض المثقفين من أبناء النصارى في إرتريا منذ بداية حكومة أفورقي مثل الكاتب (يماني زرآي) الذي نشر رسالة تحذيرية في جريدة عرب نيوز السعودية في يونيو 1990 م قائلاً L اتوجه بندائي إلى كل المسيحيين عامة وإلى أتباع الجبهة الشعبية خاصة بشجب الحملة الصليبية الحالية للجبهة الشعبية لأنه عاجلاً أم آجلاً فإن كل المسلمين الموجودون الآن مع الجبهة الشعبية وبكل تأكيد سوف يؤيدون إخوانهم في حركة الجهاد الإسلامي الإرتري وسوف نقوم بتوريط بلادنا في حرب أهلية التي لا أريد حتى تصور نتيجها وكل من يريد إدراك مخاوفي عليه القيام بزيارة إلى معسكرات اللاجئين بالسودان التي تكون غالبيتها المسلمين ويشاهد كيف إنهم جميعاً قد تحولوا إلى محاربين في انتظار السلاح فقط لصالح حركة الجهاد) وللأسف الشديد قد تأثر بهذا التضليل الإعلامي الغربي بعض الأقلام الإرترية المعارضة التي تستحي من إبراز مظالم المسلمين في ظل نظام أفورقي والمرور عليها دائماً بالتعميم على طريقة مفتي الديار الإرترية الذي كلما سئل في وسائل الاعلام الخارجية عن حال المسلمين في إرتريا يجيب بأن المواطنين في إرتريا كلهم بخير مسلمهم ومسيحيهم كل ذلك جريا وراء سراب الوحدة الوطنية على حساب مظالم المسلمين وأشلائهم في إرتريا وهو نفس المسلك الإنهزامي الذي جعل الكثيرين من أبناء المسلمين في مرحلة الثورة يخرجون من المولد بلا حمص بسبب عدم الاعتزاز بهويتهم و الدفاع عن حقوقهم بكل جرأة دون مجاملة أو تنازل أو الاغترار بشعار الوحدة الوطنية وضرورات المقاومة المشتركة ومراعاة آخر لايرقب في مسلم إلا ولا ذمة لأن مسألة حقوق المسلمين من القضايا التي يحث الدين على الدفاع عنها بل حتى القوانين الدولية حيث ذكر تقرير وزارة الخارجية الأمريكية : ( أن التقصير في حماية حرية الأديان ينمي التطرف ويقود إلى العنف وعدم الاستقرار وان استراتيجية إدارة الأمن القومي في الولايات المتحدة تعلن أنها سوف تقوم بجهود خاصة لتعزيز حرية التدين والضمير والدفاع عنها ضد تعديات الحكومة القمعية ) ولكن الذي ينبغي أن يعلم أن الحقوق المغتصبة لا تستجدى بل تؤخذ غلابا . كما قال تعالى : ( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) (الحج : 39 ) ولا بد من المطالبة بحقوقهم الإسلامية بصوت عال والدفاع عنه بكل وسائل المقاومة لاستردادها حتى يزول الظلم والتهميش السياسي والثقافي بزوال هذا الكابوس الدكتاتوري ورد الاعتبار الأدبي للمسلمين في إرتريا حتى يعيش الجميع في سلام ووئام كما لا ينبغي لأي طرف إرتري السكوت على هذه المظالم ضد المسلمين وإلا فإن من يزرع الشوك لا يحصد عنباً وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب بنقلبون.