Alisaed30@hotmail.com
لدى زيارته الأخيرة للسودان وهو يقود الفرقة الغنائية التابعة لنظام أفورقي أدلى الأمين محمد سعيد ( الأمين العام للجبهة الشعبية الحاكمة في إرتريا) لصحيفة السوداني بهذه التصريحات والإفادات والفتاوى في قضايا إرتريا الدولة والشعب والإقليم والعالم ولم تنقصه بساطة الطرح وعدم اللياقة وفقدان أبسط معاني الأخلاق والعدل والانصاف فالشكر أولاً لمندوب السوداني الذي استنطق المدعو الأمين محمد سعيد
فاتحدت المقاصد لدى الرسل والأنبياء جميعاً واتحدت الجهة المناط بها التكليف الإلهي أيضاً وهو بني آدم واتحدت مدار الرسالات وساحة البلاغ فكانت الأرض فكان اتحاد المرسل والمرسل إليه والهدف من الرسالات وهذا قدراً مشتركاً وأرضية يمكن أن تكون منطلقات للذين خلفوا الرسل واتبعوا الرسالات وتبقى بعد ذلك التكييفات والتفريعات وخصوصيات الزمان والمكان لكل . من خلال هذه العبارات المدخلية أردت أن أصل إلى أن الناس يمكن أن يلتفوا حول كبريات من الأمور سواء كانت تتعلق بأمر الدين إذ تتحد مطالبهم جميعاً فيها من حيث العيش ومستلزماته وأن الناس يولدون نتيجة التقاء ذكر وأنثى بغض النظر عن التفاصيل ، وأن الناس جميعاً يعيشون فترة الدنيا ثم ينتقلون إلى مقر آخر وبغض النظر عن طبيعة الانتقال ومصير كل واحد فلا أحد مخلد في هذه الدنيا ، والناس كل الناس يحبون التقدير والاحترام والأنس ويحبون أن يجدوا لذلك جسوراً للتواصل مع الآخرين من بني جنسهم من الناس . وعليه إذا كانت النفس البشرية واحدة من حيث الأصل والمنشأ وواحدة من حيث التكليف والرسالات المنزلة من الله حيث ابتعاث الرسل لبني الإنسان وإذا كانت واحدة من حيث مطالب الجسد وكمالاته فإذا كانت واحدة من حيث المطالب البيولوجية والسيكولوجية ألا يشكل ذلك مداخل وأرضيات يمكن أن ينبني عليها الحوار والتواصل . وقبل الانتقال من هذه العبارة المدخلية فإذا كانت كل هذه أوغيرها مما يعد مشتركات بين بني الإنسان ما الذي يجعل الناس في حالة من التحارب والاختلاف شبه الدائم منذ الأزل ؟ وبعد هذه المقدمة المبسطة أريد أن أتناول موضوع المقال من خلال خمسة محاور رئيسة هي :
1/ الإطار التصوري أو الفلسفي العام .
2/ الإطار الواقعي لتنزيل التصورات ( الشعب ، الإرض ،المستهدف بالتصورات )
3/ دور المثقفين من أبناء إرتريا في هذه المرحلة 4/ دور التنظيمات السياسية
5/ المقاربة بين النظرية والإطار التطبيقي في عملية الحوار الوطني
ففيما يتعلق بالنقطة الأولى سيكون الحديث من خلال الوقوف عند التساؤل الذي أوردته قبلاً في نهاية العبارة المدخلية للموضوع فالاختلاف من حيث المفهوم هو أحد السنن الكونية التي فطر الله عليها الحياة ولعله في ذلك حكمة بالغة قد لا ندرك نحن كنهها ومغزاها على وجه التحقيق ، وأحسب أن الاختلاف واحد من عوامل العافية والصحة في حياة البشرية إذ لوكان الناس يتفقون ويتوافقون في كل شيئ لأصبحت الحياة لا معنى لها ولكانت رتيبة لا جمال فيها هذا على سبيل الطبيعة والجمال في المنظر العام الذي يشد الإنسان في حركته ، أما من حيث التشريع والتكاليف لولاوجود الخلاف أو الاختلاف بين العلماء والمنظرين وحتى الأطباء لضاقت على الناس بالحياة ذرعاً ولما استطاعوا أن يجدوا لأنفسهم فسحة من التحرك ، إذا ما حوصروا بالقيود أو الفتاوى أو الأقوال الحدية التي لا تقبل التأويل أو التحوير وبذلك سيضيق واسع على الناس . ولكن بفضل من الله قامت الحياة على الزوجية والثنائية والتقابل في العديد من الأمور حتى يكون الناس في إطار حياة متناغمة متجانسة متكاملة غير مختلة الجناحين ، وفي هذا يأتي في الجناح المقابل للاختلاف الاتفاق من حيث المفهوم والجوهر ولكن التساؤل الذي يتكرر دوماً ما أسباب دوافع كلا من الاختلاف والاتفاق ؟! إن أول ما يمكن الوقوف عنده هنا العلاقة في مستواها الفلسفي المرجعي أو المنطلقي فيما يتعلق بالنظرة إلى الكون والهدف منه ، والحياة وهدف الوجود فيها ، والإنسان نفسه والغاية التي خلق من أجلها أصلاً ؟ ومن ثم الانتقال إلى جوهر التساؤل من الذي أوجد كل هذه الأشياء وماذا يريد منها وكيف ؟ وعند العقلاء جميعاً وحتى الملحدون أخيراً يتفقون على أن هذا الكون البديع الجميل الفسيح له موجد وهو الله سبحانه وتعالى منه بدأ وإليه الأمر كله وعليه فإن الذي أوجد وخلق من بدهيات ما يقتضيه السياق المنطقي أن يكون قد حدد طبيعة العلاقات البينية بين مكونات الكون الثلاثة ( الإنسان ، الكون في بعده الجمالي الفلسفي والحياة ) . وكيف يمكن أن تتعاون وتتناغم الحياة بينها . وحسب وجهة نظري تبدأ المفارقة من النظرة إلى هذه المكونات الثلاثة من حيث الغاية والمقصد أو الصيروة والمآل وما لم تفك جدلية طبيعة العلاقات البينية في إطار التصور لا أحسب أن الناس يصلون إلى رؤى متقاربة حول التكييف وطرق التعامل . وعليه فإنني أقترح – وبعيداً – عن الأطر التنظيمية الحزبية أن يجرى حوار معمق يوصل إلى التفاهم حول طبيعة العلاقات الجدلية بين مكونات الإنسان الذي خلقه الله في إرتريا وهذا بالضرورة سيقود إلى :
أ / طبيعة النظرة إلى الحياة في إطار إرتريا الموحدة والجامعة وكيف ينظر إليها كل منا .
ب / الإطار التاريخي للتجمعات البشرية في إطار إرتريا واستحقاقات هذا التجمع على مستوى الفرد أو الجماعة .
ج / الدين وموقفه في الحياة العامة وماذا يشكل لمكونات مجتمعنا .
د/ التجاور والسكن والعيش ومتطلبات ذلك .
هـ / الوقوف عند الخصوصيات الدينية والثقافية ومعرفة نقاط ارتكاز و منطلقات كل جهة ومن ثم التعامل مع القضايا في إطار تصوري كلي وليس ضمن إطار تجزيئ تفكيكي يمكن أن ينصرف معه المتحاورون إلى قضايا قد لا تكون في خانة الأولويات .
وقبل كل شيئ معرفة منطلقات الرؤية والتفكير والنظرة لمفهوم الحياة ودور الدين فيها وحقوق الله على الإنسان في هذه الدنيا إذالمسلم وهو ينطلق في الحياة الخاصة والعامة لا بد له أن يتعامل وفق مرجعيةالدين ومنطلقاته إن كان في إطار التصور أو الموقف أو التحرك ، وباختصار هذه دعوة ليبدأ الحوار بين إرتريا من التصورات أو الكليات وبالتالي سيهل التوصل إلى الاتفاق والتفاهم في التحرك والتعاطي وإن لم يتحقق ذلك سيعرف كل طرف من أطراف مكونات دولة إرتريا مرجعية ومنطلقات تفكير الطرف الآخر . أما محاولة ذر الرماد أو التعامل مع القضايا ذات البال بنوع من التسطيح أو القفز فهو لعمري لن يوصل أهل إرتريا إلى بر الأمان مهما طال السير لأن الفجوة أصبحت كبيرة من خلال ما علق بالعلاقات البينية بين مكونات المجتمع ومن ثم فهناك أزمة حادة في ثقة كل طرف في الآخر وقد يتساءل كل من دوماًسيعطيه ماذا سيعطيه الطرف الأخر في حالة التمكن ويأتي هذا التساؤل بالبنط العريض عند الطرف المسلم الذي تضرر أيما ضرر من ممارسات النظام الحالي في إرتريا دون أن يسمع أصوات تنادي بالعدل وإعطاء الشريك المظلوم حقوقه حتى لا يتوارث الأجيال الغبن إذا لظلم ظلمات في الدنيا والآخر ويولد الحقاد والضغائن المبررة إذا كانت فيما يعده المظلوم من خصوصياته وبأتي على أصل بقائه وكينونته .
والحوار في مثل هذه القضايا لا أعتقد أنه يمكن أن يدار من خلال الأطر التنظيمية أو الرسمية على أن لا يفهم من كلامي التقليل من شأنها ولكن بطبيعة الحال هناك فرق بين الحوار في بعده التصوري الكلي والحوار الذي يكون حول قضايا محددة وهو ما أسميته في الموضوع المقاربة بين النظرية والتصور والتطبيق والواقع فدور المنظمات والشخصيات هو الوصول لقواسم مشتركة ومن ثم التوصل إلى قضايا بعينها .
2/ الإطار الواقعي لتنزيل التصورات ( الشعب والأرض المستهدف بالتصورات )
وبعد البحث في مجال التصورات النظرية يأتي إطار التطبيقي) على الأرض وأول ما ينبغي أن نقف عنده هو ؟
1- هل بالإمكان الوصول إلى قواسم مشتركة من خلال البحث الفلسفي ، ومن ثم يتحقق التعايش في إرتريا بين المكونات الاجتماعية مهما كانت التباينات أم يستحيل ذلك؟ وعليه ما العمل في هذه الحالة ؟! يذهب الكاتب إلى أنه يمكن الوصول إلى قواسم مشترك تأسيساً على سبق القول إذا أجريت حوارات جادة ومعمقة وهادفة .
2- هل بالإمكان تعديل الوضع في إرتريا بغير ما هي عليه الآن ؟
3- ماذا يريد الشعب من نخبة ورجال السياسة وصانعي القرار ؟ وهل ما يطلبه يعد في إطار الحقوق العادية والمشروعة والشرعية أم أنها مطالب ترفية لا داعي لها وإلى غير ذلك من التساؤلات والوقفات . وصفوة ما يمكن قوله هنا :
إن معرفة منطلقات كل طرف وخصوصياته ونقاط ارتكاز واحترامه معا يعد أولى خطوات الوصول إلى العيش المشترك في إطار الدولة الواحدة . وعليه فإنه ينبغي أولا تحرير التصورات وفك الاشتباكات النظرية ومن ثم البدء في إيجاد حلول حقوقية في إرتريا وتجاوز حالة انسداد الأفق أو القفز فوق ما يعتبر ركائز وجود تحت ذريعة الوحدة الوطنية أو الوصول إلى محطة يستريح فيها المحارب إذ لا أعتقد أن أحد لا يحترم الوحدة الوطنية كما لا أعتقد إن أحد سيتنازل عن حقوقه بعد كل هذه التضحيات وعليه لا بد من الوصول إلى نقطة التقاء تكون ربوة ودوحة للجميع جمعاً ببين نظرية الاختلاف سنة كونية والاتفاق ضرورة شرعية وحياتية ونحن مأمورون للجمع بين الإثنين شرعاً وعقلاً وهذا ممكن إذا توفرت الإرادة والصدقية في التعاطي مع القضايا الكبرى .
3/ دورالمثقفين من أبناء إرتريا في هذه المرحلة :
يقال بأن التغيير تصنعه الشعوب ولكني مع القول الذي يقول بأن التغيير تصنعه القيادات والنخب المثقفة في أي بلد ومصر وكل حركة إصلاحية تغييرية إنما تعتمد فيما تعتمد على النخب القائدة والفئة المثقفة . وهذه قد تكون جدلية يطول الحديث عنها ليس هذا مقام بحثها والذي أريد الخلوص إليه بعد التأسيس التالي هو أن الدور الأكبر في عملية الحراك الاجتماعي والسياسي والثقافي إنما يقع على عاتق النخب المثقفة من أبناء إرتريا . وفي هذا السياق : أ/ أقدر غاليا دور المثقفين الإرتريين حيث كانوا رسلاً ومنارات لشعبهم في كل حقب الصراع الإرتري سواء في مرحلة تقرير المصير أو مرحلة الثورة أو في ظل دولة إرتريا المحررة من الاستعمار الخارجي والواقعة تحت قبضة التتار الجدد ممثلاً في نظام الجبهة الشعبية ومنظومة الحياة التي صبغت بها إرتريا . وبعد الله ثم وجود النخب الإرترية لما سمع صوت المجازر والمذابح القديمة والحديثة ولولا وقوف النخب إلى قضايا أمتها لما اتقدت جذوة المقاومة في إرتريا إلى اليوم . فالشعب ضحى وقدم أبناءه و المثقفين كانوا ومازالوا عند حسن ظن أهلهم لهم بغض النظر عن المنحنيات والتعثرات التي تواكب حركات التحرر والثورات في مسيرتها التغييرية لكن يبقى المثقفون في مقدمة من تصدى لكل حملات التذويب التي تعرض لها شعبنا . ب / أقدر الحالة النفسية التي يعيشها المثقف الإرتري حيث الشعور بعدم الاطمئنان وعدم وجود مقومات الحياة بالقدر المعقول لمن هم في مصافه من أبناء الأمم ولكن مع كل ذلك عمل ومازال يعمل ، وعليه فإنا لست مع الرأي الذي يحمل المثقفين فوق طاقتهم ولكن هذا لا يعفينا من الاضطلاع بمسئوليتنا في هذا الظرف العصيب وضرورة الخروج من النفق المظلم والأفق الضيق فكراً وممارسة إن ندير حوارات مثمرة من شأنها أن تكون مقدمات ومقومات لتحقيق آمال الأمة الكبرى وضرورة تجاوز الأطر الضيقة وكبح جماح كل دعوى تريدنا أن ننزوي في ذواتنا ونعيش لخاصة أنفسنا .
وليس من باب الدعوة إلى الاصطفافات ولكن لا بد من وجود أطر عامة جامعة لمثقفي إرتريا سواء كان ذلك في إطار الملة الواحدة أو كان في إطار مهني صرف وبعد ذلك تحدد كل جهة أولويات المرحلة وتتقدم برؤاها وأفكارها للحوار وما ينبغي لفت النظر إليه شاء المثقف الإرتري المسلم أم أبى فهو ينتمي لإطار عام جامع ولا يستطيع الانفكك عنه واعنى بالإطار العام الجماعة والإطار الثقافي العام والإطار الديني فكل واحد من ابناء المسلمين ينتمي للثقافة العربية بغض النظر عن إيمانه بالعروبة من حيث العرق ولكنه داخل في هذه الثقافة والحضارة بالقوة والفعل حسب تعبير المناطقة وأبناء النصارى مهما حاولوا الظهور بمظهر التعلمن والمدنية أو التغريب فإنهم في مطافهم الأخير ينتمون لثقافة وديانة معروفة في إرتريا وعليه فإنني أدعوا لضرورة الالتفات نحو الذات أولا وثانياً لبحث الأطر الجامعة لأبناء الثقافتين وعدم إضاعة الوقت في الإجرائيات والتفاصيل أو محاولة القفز فوق حقائق الوجود .
وإذا ما تم فض الاشتباك في هذا المستوى فإنه يسهل على المثقفين بحث القضايا الكلية بقى أن أشير إلى أن هناك فئة ثالثة لا تنتمي للفئة الأولى ولا الثانية مطلوب من أبنائها المثقفين تقديم التصور النظري والعملي لكيفية التعامل مع الشأن الإرتري دون تخوفات أو تردات فطالما أنهم وجدوا في هذه الأرض فلهم حق العيش فيها وفق السنن التي يتم الاتفاق حولها تراضياً بين الأطراف ولهم حق الدخول في أحلاف ثقافية او اجتماعية تقليلاً للأيدي التي ترفع هنا وهناك حتى تضيق الفجوة واعتقد بأن هناك العديد من الفرص في هذا الصعيد إذا ما تجاوزنا مرحلة استحضار التاريخ البعيد وحاكمنا به أجيال اليوم دون أن تكون لها جريرة في كثير مما يقال تاريخيا هذا إذا ثبت أصلاً بأن هناك غبناً قد وقع على أحد من حيث الانتماء العرقي أو الثقافي خارج الصورة الحالية
4/ دور التنظيمات السياسية
ويأتي دور التنظيمات السياسية في انجاح عملية الحوار الوطني باعتبارها رافداً رئيساً من روافد العمل الوطني وهذه التنظيمات قد اكتسبت خبرة ليست بالسهلةة في التعامل مع الشان العام من حيث الممارسة ومهما قبل في فاعلية تنظيمات المعارضة الإرترية سواءاً كان الموجود منها في منظومة التحالف الإرتري أوخارجه فإن دورها لايمكن إغفاله في أي عملية تحول سياسية في مستقبل إرتريا صحيح إن المعارص الآن لا تحقق طموح أبناء إرتريا ولكن هل تتحمل المعارضة وحدها تأخر تحقيق الانتصار على الأرض ؟ أن الجميع يتحمل ولو بقدر جزءاً من التأخر ؟! فالفاعلية ليست مطلوبة من المعارضة فقط بل من الجميع كل في موقعه ومكانه ولكن بالتأكيد يتعاظم دور المعارضة ثم المثقفون أكثر من عامة الشعب .
ومطلوب من تنظيمات المعارضة تهيئة المناخ الملائم لانجاح عملية الحور الوطني القادم وذلك من خلال :
1/ تحديد أولويات المرحلة بدءاً بالأهم ثم المهم .
2/ تحديد المشتركات العامة التي تكون نقاطاً جامعة ومن ثم لا داعي لتكون مثاراُ للجدل والمراء من الأطراف جميعا
3/ تحديد خصوصيات كل تنظيم وحجمه وتضحياته ومن ثم أن لا يتساوى الكل في نظر العدالة والقانون من حيث النظرة إليه فمن عمل وقدم ليس كمن لم يعمل ؟!
4/ أن تثبت تنظيمات المعارضة في أنها حقاً جديرة بالبقاء والاستمرارية من خلال التصورات وبرامج العمل التي تلبي طموحات أبناء إرتريا .
5/ ليتعلم كل منا بأنه لا يملك الحل السحري وحده لمشكلات الوطن و إنما يأتي الحل من خلال التعاطي الجميل مع كبريات القضايا من خلال الانطلاق من منظومة قيمية كبرى تشكل الدائرة الجمعية لكل الحادبين على مصلحة الوطن وليوطن كل منا نفسه ليعمل في الشأن العام حتى مع من لا يحبهم أو يتشابهون معه في العديد من القضايا ولكن أدب التعامل في قضايا الأمة يختلف عن التعامل مع الذات في أطر ودوائر محدودة .
6/ إن نجاح العملية السياسية في تقديري في المرحلة المقبلة يتوقف بدرجة كبيرة على نجاح وجدية القوى السياسية الإرترية وذلك لأنها تمتلك العديد من كروت النجاح ويمكن أم تكون الأخرى إذا لم تصدق في التعامل مع القضايا الكبرى بواقعية وشفافية ومسئولية .
7/ أن لا تطرح قضايا الحوار جملة واحدة ويطلب من الحضور الحسم والبت فيها فإن ذلك مدعاة لفشل العملية الحوارية بل ينبغي أن يتدرج في المشكلات والأولويات .
8/ ليدرك كل منا بأننا في حاجة ماسة لفهم بعضنا البعض سواء في إطار المنطلقات والتصورات والتفكير أو التقديرات السياسية وبالتالي عدم العجلة في الأمور
5/ المقاربة بين النظرية والإطار التطيقي في عملية الحوار
وأريد هنا ان أثبت بعض الأسس والمنطلقات التي أحسب أنها قد تكون عوامل مقاربة بين التصور والممكن أو بين المطلوب والمقدور في حدوده العليا .
1/ لا شك أن لكل واحد من العاملين في الشأن العام تصوره لشكل المشكلة الإرترية وشكل المستقبل وكيف ينبغي أن يكون حسب رأيه ومدى الطموحات والآمال التي يريدها أن تتحقق وجزء من هذه التصورات والغايات العليا شيئ وما يمكن أن يتحقق على الأرض شيئ آخر ، إذ هناك العديد من الموانع وقد تكون هذه الموانع والعوائق دون بلوغ الغايات ذاتية في الجهة التي تتبنى الرؤية وقد تكون عوامل خارجية موضوعية . وعليه المطلوب من وجهة نظري هو توسعة الأفق وعدم وضع البيض كما يقال في (سلة واحدة ) وهذا يتطلب أن لا تنصب بعض قوى المعارض نفسها وتقولا لا يجوز طرح هذا أو التمسك بكذا أو ضرورة حذف كذا من ميثاق العمل الوطني حتى يكون مقبولاً لأن مثل هذه المنطلقات لا تقدم العمل الوطني المشترك بل ستعيده إلى الوراء عشرات السنينن وأعتقدوا إن ما تحقق الآن من الاتفاق في إطار الصف الوطني ينبغي أن يحافظ عليه إذ كانت هناك من طفرات وإضافات لتكن في الاتحاه الجمعي وليس التفريقي .
ولنترك فشل الرؤية والمشروعات التغييرية لقوة المشروعات ذاتها وقدرتها عن الدفاع عن نفسها دون أن يكون البعض أوصياء على الطرح والرؤى أو مصلحة الوطن وأعتقد بأن هذه أهم مقاربة سياسية ينبغي أن يحافظ عليها الجميع .
2/ عدم استحضار مشكلات العالم المعاصر وقضاياه واعتبار بأان أطرافاً ما في المعارضة الإرترية هي نسخ متكررة وبالتالي ينظر إليها على أنها دخيلة أو غير مؤتمنة على المصلحة العامة وأنا أظن إن التبرم من طرح الرؤيا على الطاولة وجعل الأفكار يرد بعضها بعضاً دون التضايق منها هو الطريق الأقرب للوصول إلى الاستقرار أما محاولة الإقصاء والتهميش سيجرالبلاد إلى حالة من عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي
3/ ضرورة قبول كل طرف في إرتريا بالأطراف الأخري وتوطين النفس للتعامل معها و ليكن ذلك مدأنا التنافس والعمل وطرح الأفكار فأما تكاملت الأفكار والرؤى في الميدان العملي او تلاشت بعامل الزمن وليرضى الجميع بالهزمية الفكرية وله حق العودة والتعبئة ، من جديد والدفاع والإقناع برؤيته . وهكذا تتحقق سنة التدافع الحضاري في واقع الحياة العامة وهي ظاهرة مهمة في حياة الأمم والشعوب .
وأخيراً هذه بعض الأفكار العامة التي تعبر عن خواطر واحد من أبناء إرتريا اعتملت في نفسه فأراد أن ينقلها للقراء الكرام آمل أن تكون قد أضافت شيئاً لمن يقرأها أو ذكرته على الأقل . وهي بلاشك أمتداد لكل الكتابات التي نشرت على الإنترنت من قبل العديد من الزملاء والكتاب . Alisaed30@hotmail.com