عناوين الاخبار : – توفي عبد الله ادريس رحمه الله . – في نهاية مايو المنصرم احتفل الارتيون بمرور 20عاما علي الجلاء الاثيوبي – انفصال ارتريا من اثيوبيا – . – أخبار المعارضة الارترية .
التفاصيل : كُتب عن مآثر المناضل عبد الله ادريس الكثير ورثاه العدو والصديق ، فلست هنا بحاجة الى عزف المكرر . وهكذا حين يموت احدنا ننقب عن فضائله ونجلي عن محاسنه بعد ان اشبعناه شتما في حياته واخرجنا هجاءه بألوان شتى . وبإعتبار ان لكل عامل نصيب من الاخطاء لا شك في أن لـ عبد الله اخطائه . لكن يحمد له الكثير مما ندر او انعدم عند غيره في الاخلاص الوطني ، ويكفيه عمليا ومهما قيل انه لم يقف حائلا بسبب اقليمية او قبلية لاحد في منصب يستحقه ….. ومما يذكر له ويحمد انه كان يشترط ان كل دعم للقضية الارترية يجب ان يكون غير مشروط – يجب ان يكون نابعا عن مواقف انسانية غير ذات مآرب وشروط . وكان اشد ما يخافه الارتهان الخارجي الذي هو استعمار اسوء يستبدل استعمار ؛ وهو اخطر المخاطر التي تواجهها ارتريا دائما والآن خاصة داخلا وخارجا . ومن اخطاء عبد الله ادريس الاساسية والتى نجح فيها الآخرون وعطلت مسيره أنه أعتبر أن الاستعمار الخارجي ( … ) تبع للاستعمار الداخلي ( اثيوبيا ) ولذلك ربما راى ان تحريك وتسريع عجل الثورة سينهي العدوين ويحسم الامر . لكنه لم ينتبه رغم علمه انها شبكة متكاملة ومعرفته بخطورة الامر لم يقف الى حقيقة ان الاستعمار الخارجي هو الذي يستعمر ارتريا وليس اثيوبيا . وقد اصبح الامر يتبلور اكثر فيما بعد وكمثال اذكر ان لم تخني الذاكرة ، ان تاتشر رئيسة وزراء برطانيا في الثمانينات اول كلمة قالتها في مطار لندن حين استقبلت قورباتشوف رئيس الاتحاد السوفيتي الذي كان يتبعه نظام منقستو ” يجب ان لا تكون وحدة اثيوبيا موضوع خلاف بيننا . فرد قورباتشوف لن تكون وحدة اثيوبيا موضوع خلاف بيننا ” يعني منع انفصال ارتريا . ولولا الخلاف الذي دمر القضية ….. لقد اكتشف عثمان سبي الحقيقة هذه في وقت مبكر حين سأل الايطاليين ان يطلبوا ملف القضية الارترية في الامم المتحدة باعتبارها كانت الدولة المستعمرة لان دولا صديقة وشقيقة ستتبنى القضية بعدها فاجاب الايطاليون : ” ان القضية الارترية ضمن قضايا الصراع العربي الاسرائيلي وعليه يتطلب الامر موافقة امريكا واسرائيل فاذا احضرتم موافقتهما لا نحتاج الي من يطالب بحقوق الارتريين في الاستقلال فلدينا تاريخ القضية كاملا ” . وبيت القصيد – او ما يستفاد من مسيرة عبد الله ادريس التي لم تدخر وسعاً في اي من الكفاح و الجلد السياسي او العسكري – أن المعارضة الارترية الآن عليها ان لا تنظر من شرفة عالية اذا فتح الله عليها الدخول الي ارتريا بعد تغيير النظام وهي في حال عدم الاعتصام والتفرق الاميبي وانعدام اسباب خيار الحسم السياسي والعسكري ؛ فالقوى الخارجية مهيمنة وهي صاحبة القرار فالتنظيمات الارترية المعارضة لا تملك ما تمليه وانما عليها ان تتسائل باي حجة تقبل وتحت اي مظلة تستضاف وفي هذا سواء المعارضة الاسلامية ومن لا توصف بالاسلامية . ذكرى مرور الجلاء الاثيوبي قد ابدو متشائما بخصوص هذا الموضوع فخذ واطرح من هواجسي هذه لكنك لا يجوز ان ترمي بها في السلة لانني انما بنيتها علي رصيد كبير من المرجعيات . فلا يشك احد في ان ارتريا اليوم دولة متكاملة لكن هل اشكالاتها كلها نتيجة عوامل داخلية – دكتاتورية السلطة واحتكار السلطة والمال من فئة او قومية ؟. لم يكن سبيل اخر لحل القضية الارترية الا الاستقلال عن اثيوبيا لما ترسخ من نضال الارتريين في العقود الاخيرة من القرن العشرين 61- 1993م وتاكد للعالم اجمع على ان القضية لن تموت موتتها في الخمسينات ولا يمكن ان تخمد نارها ابدا ‘ لكن يبدو كما ان المكر هو الذي تلاشى بها في الخمسينات ايضا المكر رسم لها خريطة الدولة المستقلة ووضع لها بوصلة السير الموجه علي خطوط كونتورية ثابتة واخرجها اخراجا مقبولا ففرح الاغلب ولو الي حين وارتاب من ظن ان اصابع الشيطان تمسك بعنانها وان اصابع الارتريين لا تعدوا ان تكون كاصابع الطفل الذي يجلس الي جانب كبيره ليس له الا لهوا بعنان الفرس وهو ما بدى يترسخ ويحوك في نفوس الارتريين عبر مسيرة عمر الدولة الوليدة ؛ وحتى خارجيا اصبحت ارتريا الدولة تذكر في الادوار المشبوهة وكم قرأنا تقارير صحفية تبطن واخرى تصرح انها دولة للايجار وترتسم في كل بلية في المحيط الاقليمي علامات استفهام وتشكك حول ارتريا ومآرب القوى الخارجية من ورائها ؛ واصبحت ارتريا اشكالا معقدا يعاني شعبها الامرين من سياسات مشكوك في مصدريتها الوطنية . هذه الهواجس والشكوك اضيفت اليها ظنون اخرى تنبني على ادوار في المسرح لم تكشف اقنعتها بعد تفترض مجموعة خطوط سير للدولة الارترية قابلا تماما مثل سكك محطة القطار المتشابكة مما قد يعيد ارتريا الدولة الى حظيرتها الاولى . هذه الهواجس والشكوك نابعة من اسباب عدة : اهمها تصريحات قيادة النظام الارتري في اكثر من مرة ان اثيوبيا بمساعدة امريكا تريد استعادة ارتريا . واذا عادت القضية ادراجها ستحتفظ القوى الخارجية بامتيازاتها كاملة وربما اكثر مع اعادة ترميم كفتي الميزان السلطوي الارتري الاثيوبي علي اساس اثني لتعود السيرة الاولى كاملة . كيف ينظر الاثيوبيون او يقيمون ارتريا ….؟؟؟ . يجيب علي هذا السؤال في عبارات مختصرة واحداً من قادة التحالف الارتري الذي يتخذ من اديس ابابا مقرا له قائلا : ( نجد ان بعض احزاب المعارضة الاثيوبية تطالب باحتلال ارتريا فورا وردها الي حظيرة اثيوبيا واغلب هؤلاء من الامهرا الذين كانوا يحكمون اثيوبيا من قبل وهناك فئة اخرى من المعارضة الاثيوبية تطالب باخذ ميناء عصب فورا بالقوة وضمها الي اثيوبيا ؛ اما الحكومة الاثيوبية فتؤكد عدم مساسها باستقلال ارتريا ما بقيت اما اذا زالت فلا تملك ما تلزم به الاخرين . ويعلق فيقول ان اعتراف اثيوبية باستقلال ارتريا مرهون ببقاء الحكومة الحالية فحسب !!!) . فهذه المواقف والمطالب نابعة من تحريك خارجي واستراتيجيات عابرة للقارات النظام الارتري نفسه جزء منها دون شك ربما من وجه اخر: (قال : تشارلز تانوك المتحدث باسم المحافظين والإصلاحيين الأوروبين للشئون الخارجية في البرلمان الأوروبي.( إن زعامة أثيوبيا لمنطقة القرن الأفريقي من شأنها أن تجلب التغيير الدائم في هذا الجزء المتجاهل من العالم. ولقد حان الوقت لمنح أثيوبيا الأدوات الدبلوماسية التي تحتاج إليها لتمكينها من تحقيق هذه الغاية. ) الصومال اليوم 21/4/2010 اخبار المعارضة الارترية كظاهرة عامة مسجلة في تاريخ كل تنظيم ودون قصد تنظيم دون اخر او قصد الاسائة لاحد لا سمح الله يمكننا الوقوف في الحقائق التالية : ما اسهل ان تؤسس تنظيما في ارتريا … وما اسهل ان توحد بين تنظيمين ….. ثم ما اسهل ” الفرتكة ” ….. -لاننا نعتمد التكتيك السياسي الذي ينعدم فيه البعد الاستراتيجي ويتلاشى . -لاننا لا نملك تصورا استراتيجيا يبنى على اسسه العلمية ويتمرحل مع خطواته العملية . -لا ننا نرمي ما بايدينا اذا تشبه لنا غيره ببريق كاذب . -لان صحة التنظيم عندنا كصحة الجمعة اثني عشرة عضوا فما فوق – يكون تنظيما . -كذلك الوحدة بين تنظيمين هي بيان مشترك وصورة المتصافحين حتى اشعار اخر … . وعذرا لـ محمود درويش خمسون حولا ونيف من لم يكن مسئولا علينا فاليشرف والله المستعان salehkarrar@gmail.com 11/6/2011